مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم



يشرفني أن أدعوك .. أخي وصديقى الحبيب .. قد جمعتنا الدواة والقلم .. كتبنا سوياً .. كتبنا على دفاترنا كل الحب .. إلتقينا .. وصافحنا الود .. استقينا حروفنا من محبرة الأخوة والصداقة والمحبة .. أشكر الأيام التي جمعتني بشخصك .. وأشكر الأقلام التي دفعتني لصحبتك .. وأشكر كل المواقف التي أدنتني من أوراق حياتك .. لك في قلبي كل المعزّة والأحترام والحب .. أشاطرك هنا أسمى تعبير عن الذات .. " الأدب الرفيع " ... قلمي سيرافق قلمك .. سنتجول في رحاب الكلمات والمعاني .. سنعبر جسوراً ثابتة من الأماني .. ونكتب إحساساً يفيض وداً وحباً واحتراماً .. وأنا معك .. في رفقتك .. على العهد .. سأبقى وفية لشخصك .. دمتَ ودامت أخوتنا .. صداقتنا .. محبتنا ..



----------

الأخت والصديقة الغالية والحبيبة .. اعتركت كلماتك كل بواطن الحس في نفسي .. تتناقل بي ممسكة بتلابيب فكري .. وزناد كلماتي .. كم كان لتلك المقدمة من احتوائها للروح ، ودرء الألم من المعاني والقوة و التي مارست ضغوطها علينا تارة لتهطل بنا كأمطار حارة في صيفية العمر ، وتارة تغمرنا بهدوء الفكر في خريفه .. من زخم المعاني في عباراتك كعادتك ، بسموه ورقيه ورفعته واتزانه دون مواربة أو خجل ، تمتطي المضمون دون جنوح أو ثوره ، لتصلي إلى القلوب .. لك كل التقدير والأمتنان والأحترام على ما تقدمتِ به سلفاً ، وعلى نبل الخلق في العبارات والتي أيقظت في نفسى صهوة جموح الفكر .. لنعتلي قمم من السمو معاً .. دمت لي رفيقة .. وأخت .. وصديقة ..


الاثنين، 30 أغسطس 2010

انتظار.../ حديث الفجر..


انتظر بزوغ الفجر ..
جلست في العتمة..
أتحرى بصيصاً من النور..
ينبثق من بين تكتلات الغيوم..
تلبداتها..
يشق ظلمة السماء 
في ليل دامس ..

أنتظر ليالٍ مقمرة..
يعتلي سماءها البدر..
منيراً..
كمنتصف الشهر..
يضيء حولي كل الأشياء..
أراها جلية..
كما في ضوء النهار..
ينفذ نوره إلى عيني..
يبعث بريقاً مختلفاً..
لمعاناً.. 
له وحده..
و لا يراه سواه ..

أنتظر.. و أنتظر..
ويتعبني الانتظار..
ترتسم في رأسي خيالات..
إن تعمقت بها..
خلتها حقيقة..
أكاد أحس بنور الفجر يملأ المكان
بمجرد انتظاره..

انتظار مقلق..
لكنه جميل.. 
انتظار طال..
لكنه ليس محال..
تتعاقب الأيام.. 
والفصول..
شتاء.. خريف..
ليأتي الربيع
مخضراً..
بأزهاره.. بوروده
بشمسه الدافئة
بغيماته البيضاء المتفرقة
لا تحجب الشمس
لكنها..
تلفها بصداقة..

نعم..
لن يكون محال..
وإن مال..
سأنتظر.. 
و سأحلم بانتهاء الانتظار..
انه قريب الافول..
سأرقد فيه أيام.. 
أيام قليلة..
كي أستطعم 
جمال بزوغ الفجر..
كي أستذوق
بهاء سطوع البدر..
كي يعلو صوت الحنين..
دونما أنين..
.
.
مايسة
30/8/2010

الخميس، 26 أغسطس 2010

تفاصيل..

أحبو على مساحاتك
أتوق لأحضانك
أعشق جرعة أوطانك

عيناك أعماق بحوري
والرمش يجتاح حدودي
يذبحني.. يقتلني
مصقولٌ كحدٍ .. 
ومنه..
تلتئم جروحي !!


ذراعيك امتدادٌ
يحيط فروعي
والشجر يزهر
في ربيعك..
اخضرارٌ في ربوعي


صدرك ملاذي
ملجأي و سكني
أستند إليه
يتناثر الهم
ويطيب للحكايا
مكانٌ أسطوري..


وجودك حياةٌ
وقعٌ في عمري
أتجول به
ويتبدد عند أعتابك
غروري..
.
.
مايسة
27/8/2010

الجمعة، 20 أغسطس 2010

اعذرني أنني أنثى..

اعذرني أنني أنثى..

تهوى رجولة تتجلى فيك..
تعشق ضياعاً بين ذراعيك..
تنبض شوقاً لتلمس خديك..
تتساقط .. تتفتت عند لظى شفتيك..

اعذرني أنني أنثى..

تتمايل دلعاً أمام ناظريك..
تهذي ولعاً بخشونة يديك..
ترقص طرباً لكلام نجديك..
تتبعثر أشلاءً للمسة كفيك..

اعذرني أنني أنثى..

تهوى الرقاد في أحضانك..
تعشق الرسم من بنانك..
تهيم بها شعراً في بيانك..
تسكنها قصراً في أمانك..
و تجعلها المليكة في زمانك..

اعذرني أنني أنثى..

اعذر نبض قلبي المتسارع
لسماع صوتك..
اعذر نظرات عيني المتلاحقة
لرؤية وجهك..
اعذر هيامي بك.. اعذر غرامي بك
اعذر صمتي في حضورك..
واعذر سكوتي بل ربكتي في كلامي..


اعذرني أنني أنثى..
واعذرني أنني أحبك..
.
.
مايسة
21/8/2010

الخميس، 19 أغسطس 2010

هوى..

انت حياة القلب
انت الخفق..
انت النبض..
انت النور للعين
و للدرب..

احبك
يا سارٍ بروحي..
احبك
يا سالبٍ نومي..

احبك ..
والحب ينتحر على عتبة قلبك
احبك ..
والحب يتشكل لاجلك
احبك ..
والعين ما يسرها غير نظرتك
احبك..
والعمر ما يحلى غير برفقتك

يا سامعٍ صوتي..
وهمسة شفاتي..

يا نسيم الروح..
ولمسة الرقة بأفكاري..

يا سارٍ بدمي
العِرْق ينقطع لاجلك
وما ينقطع.. إلا
ينوصل لوصلك..

احبك .. احبك
والنفس تهوى نفسك..
.
.
مايسة
20/8/2010

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

حضارة عاشق ....


براءة ..

كـ لوتاز ..
متفتحة ذهبية ..
يا لها ..
فوضى ماء ..
وسط عمقه ..
وزنبقته ..
أنتي
وحدك ..


***


انحناءة ..
للماء ..
وبذرة ..
متساقطة ..
طعم الأصول ..
بأنفاسي ..
مطر ..
لـ مستنقع داكن ..
تحت القدم ..
ماتت الجروح ..
وفاح ..
العطر ..


***


أخ في الله
محمد الشهاوي

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

أرض الإفك .....

       يتخبط بنا المساء كل ليلة بأهازيج وعبارات جديدة علينا .. هنا نقف ( لمكيافيللي ) ونناقض كلماته وننتقص منها .. أصبحت الغاية تبرر الوسيلة .. واتجهنا إلى التعايش السلمي مع الوسائل غير السليمة للوصول إلى الغاية النبيلة أو اللئيمة سواء .. انتقلنا بأحزابنا للتعايش مع وسائل ولم نكمل حوار ، ولم نكمل حكمة ..
        أتقي شر من أحسنت إليه .. ونقف .. ونستمر في ثباتنا ..
        إننا نريد تلك النتيجة .. هذا المنهج .. نفرضه كشريعة علينا وننسج الأفكار لندعم هذا المئال ..
    هناك بقية .. هناك سبب .. لماذا لم يلتفت أحد .. ؟؟؟
    لما دائما الفرض المسيء هو أول غايات النفس الأمارة بالسوء .. ؟؟؟
    وتقف عبراتنا حائرة الأفكار أمام سموم نمزجها في خليط الحياة .. ؟؟؟
    لنصل إلى .. أو .. لا نصل إلى شيء ..
    قال في الأمير .. إنها تبرر للوصول إلى قمة التحضر والرقي .. التنازل المسموح به ، لرقي نصبو إليه .. نفعل الاستطاعة والغير مستطاع .. لنرفع رايات الأمة .. لنلعو بشأن الفرد والجماعة .. لنؤكد الحضارة ونصنع رموزها .. لنفوز بالمرتبة .. أو لا نسقط .. قيلت حكمة تؤكدها نظرية ..
    ولكن وقفنا على الكلمة .. وليس الأقنوم .. جالسنا الحرف .. بدون القيمة .. ففقدنا علومنا مع الكلمة .. وفقدنا .. تعاليم الأديان .. ومناهج الأولين .. وارتمينا بلا شعور على أعتاب .. الغي .. والكذب .. والافتراء .. والضلال .. آلاف من المصطلحات ننسجها يوميا على نهر الحياة .. لنفسد طهارة مشربه ..
    ونعود إلى الإحسان لنوأد ثمرته .. فنتفق على .. الغدر .. والخيانة .. والبغض .. وأكثر من ذلك آلاف أخرى من المتممات الحرفية ، الخير في البحر ، والإحسان بلا مقابل ، والعطاء .. وغيرها .. وغيرهم ..
    ولا نكمل قصدا ولا منهاج فكأنا نقول .. لا تقربوا الصلاة .. هناك .. وأنتم سكارى .. اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان إليه ..
     أي دوام الإحسان ..
     دوام .. ثم دوام .. ثم دوام ..
     لا كذب .. لا نفاق .. لا رياء .. لا غدر ..

( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

الاثنين، 16 أغسطس 2010

مجرد عدم ..

صمت وهم الاستحالة ..
شيقة مخيلة تتخيل الغير موجود .. والسخيف - لهم أو لنا - أن تكون إيمان ..
لا أعلم ........!!!!؟؟؟؟
ليرتبط الواقع بشيء خرافي .. مع مادة عدم الوجود التام .. أو نفي وجود الشيء .. ونصل لعلاقة جدلية .. بين الصدى .. والمدى .. والامتداد .. تتشكل في اللانهاية ..
ولذلك كان التطور .. لا نهائي ..
،،،،
مدقات من العبور ممتدة على حواف الطرق .. بلا نهائية .. وشروق وغروب متتالي .. بنايات من الزهور تتلألأ أضوائها المبهرة .. لم تكن من قبل ..
الخيل تبدل بالعربات .. حائرة بين لافتات مضيئة .. ولافتات صماء .. هناك ابتسامة لمنفرد .. وقهقهات للوحدة .. مازلت أعبر بين الألوان المتتالية .. هناك كلمة على الجدار إنها ( حضارة ) .. كتب التاريخ أوراقها متهرئة في سل متباعد على ممرات العبور .. لا مشاة .. تحولنا إلى مدرعات ..
بوق كناقوس الحرب دق من خلفي .. أفواج من الخلق تتدفق كموج هائج على أعتاب الصخور .. ولكن .. ما أعجب هذا التدفق الأخر ..ممرات ترفع الناس منزلة وأخرى تخفضها وتلك تتحرك .. وذاك مهاب وتلك خائفة ..
توقفت كل المدرعات في .. تراص .. ونظام .. حركة إيقاعية .. مع الأضواء المتوهجة المتعاقبة .. تأن جميعها تحت وطأت الأقدام ..
ومهزلة تشرب مهزلة .. رداء وقح .. ورداء غائم .. ورداء من صمت .. يغلف الجميع .. هو عباءة العصر ..
فضفاضة ألوان الحركة .. وأشكال المسيرة .. تنغم الكل على أوتارها ..
هناك رأيت مئذنة .. بعيدة غريبة .. وتدحرجت على الشفاه هرولة ابتسام .. و رقال الخطو يحملني .. إلى واديها .. مسجدي .. وأعتاب أبوابه موصده .. وئدت الابتسامة ..
وانتظرت .. طال بي .. والأبواب موصدة .. مغمدة .. في السكون ..
و دبج الخطوات المسرعة أمام أعتابه .. بلا نظر .. بلا بصر .. بلا ..........
غريب بينكم .. على الأبواب ملتصق .. مشمع .. مغلف .. مبطن .. متحضر ..
بين وهم عدم الوجود .. واستدامته .. واستحالته .....

(( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ))..
(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))..

الأحد، 15 أغسطس 2010

روح وجسد ...

ماتت الكلمة على صدر الحقيقة ..

أيمكن أن تنزع الروح من الجسد .. ويبقى حيا .. ؟؟؟؟
نعم ...
يمكن ... وإن كان السؤال بعمق السماء .. !!
نعم .. ستكون الإجابة.. من عهد الفناء .... !!
نعم .. صمتٌ يحاكي .. صمت البقاء ...... !!
ولكن ..
رغبة الإنسان في الحياة .. قد تجد إنسان .. مندفع إلى الجديد .. دائما ..
يبحث .. يفكر .. يجرب ..
فلا يهادن الحروف على سطور الأرق .. ولا يستحيل بين الرموز في درء القلق ..
هي الرغبة والتطلع و الأمل .. طلب الحياة المتلهف الأنفاس لشربة ماء في قافلة تغرق ...
ومنا كثيرون لا يرغبون الحياة .. فحياتهم من أجل الموت ..
لا قضية ..لا وعي .. لا إدراك ..
وهم في الأصل ليسوا من الإنسان بشيء .. بين الإحباط والاكتئاب يضعون بيضهم ليفقس حقدا دفين .. لا يرغبون في الحياة لهم .. أو لغيرهم ..
هو لا يعرف سبب للوجود .. أو حقيقة للحياة ..
هو لا يتطلع لشيء .. لا يرغب في شيء .. حتى ولو قليلا ..
وهم لا يعنون شيء أو بعض شيء ..
إن هؤلاء الذي لا يرغبون في الحياة انتزعوا أرواحهم من بين الصدور ..
كسروا الضلوع وتركوا الجسد حيا خاويا .. والروح ماتت بين أيديهم لم تعد تحيى في الدنيا .. وبقت أجسادهم لكن الروح ماتت .. والأجساد زائلة ..
وضاعت .. بلا فقه .. بلا علم .. بلا صالحون ..
هو نقص .. البركة .. والكرامة .. والنور ..
كذلك الحقيقة .. اختفت وسط الكلم ..


(( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))..

ما ابي احد يدري عنّـا..

احبك .. 
وما ابي احد يدري عني..
بس السما باللي فيها..
طير يغنيها
غيم يمطرها
رعد يدويها
وتلمع في برق.. 
فوق روس الناس ..
حكاية يرويها

احبك
وما ابي احد يدري عني..
بس الدنيا باللي يعيش بيها..
شبان بمواويل تطلقها
صبايا ترقص فيها
اطفال تلاغيها
و شيبة.. 
تشب وتحيا بيها

تحبني..
وما ابي احد يدري عنك..
بس الروح بالجسم تسري بيها..
عينك تفضحها
وشفاتك تحكيها
اذوني تسمعها
بصوتك تهمسها
لكل الناس تصرخها
والكون بأسره يرددها.. يرددها.. 
وينادي بيها

تحبني..
و ما ابي حد يدري عنك..
كل الألسنة.. بكل اللغات تنطقها..
بلهجتك..
بصوتك..
بكلامك.. تكتبها..
بحروفك.. تكوّنها
تلوّنها..
وحروف العشق كلها 
تجتمع فيها..

احبك .. و تحبني..
وما ابي احد يدري عني و عنك..
تعال نصعقها.. 
نفتتها..
نجمعها و نلملمها..
فـ ثواني نهمسها.. 
في عمر طويل في قلوبنا نطويها..
تسكنّا.. و نسكنها
تفضحنا.. ونفضحها
ترسمنا.. ونرسمها
وعلى لوحة الدهر.. نحفرها.. 
ويّا اسامينا ننحتها
تضيّعنا.. 
ونضيع احنا فيها..





بس دير بالك..
ما ابي احد يدري عنّا..

احبك..
ياللا ارويها..
.
.
مايسة
15/8/2010

السبت، 14 أغسطس 2010

أسطورة

رفعت العين للسماء ..

وكلي أسئلة .. حائرة .. وانتظار ..
كيف كنتُ ..؟؟ بينهم ..؟؟ وليما كانت نغمة المساء ..؟؟
ودها لا يدرك الحقيقة ..؟؟ أشواقها .. غارقة .. حزينة .. !!
وأمانيها على أعتاب الوهم توأد مسكينة ..!!
والروح بين الضلوع .. أناتها مكتومة .. دفينة ..!!
لم أكن متخفياً .. نرجسياً .. وإن كنت عقلاً رافضاً و عنيدا ..
أحتمل الحياة صامتة .. أحتمل القلم مبحوحاً .. عميدا ..
أغمد أنفاسي .. بين أضلعي .. وأزف الشوق ..
الحلم .. أمانيا للجميع غديرا ..
بسيطاً بالألف والنون .. عنيداً .. بين كن .. بأيديكم .. لن أكون ..
الروح ملكي .. ولو أنفاسي زائلة .. ولو أحلامي ذابلة ..
أرادنا الخالق هكذا ..
أرادنا أحرار بين الصدى .. في المدى .. بلون الشفق ..
مسيرة تملك الإرادة .. حساماً للحق .. في الحق .. بتارا ..


****
وعيني مازالت تتبعهم في غياهب الآبار ..
نفوس وأحلام ضائعة ...
بقايا على مائدة ..
أوكلت ألف مرة .. بنهم .. الموت للروح ..
بقرار سماوي .. بقايا من بقايا ..
متناثرة ..
وأدعو حفاري القبور ..
ينظرون .. ما آلت إليه البقايا ..


****
سأستر ثروتي هنا ..
ولا أبدد أحلامي الوردية في الفناء ..
سراديب أهرامي .. محصنة .. مسلاتي بالحق .. مشيدة ..
تناطح لعنان السماء ..
مساجدي .. والدير .. والكنائس ..
الشيخ .. والغد .. القسيس ..
هنا اتفاق .. دعائم .. وأساس ..
هنا رياح الحقد .. يزروها الضياع .. وتؤول للجحيم ..
تنتهي .. تتبدد .. تختفي ..
ويبقى ..
وتبقى ..


أسطورة قصر الشمس ..
لمركب الشمس ..


نهاية ..
لتكون بداية ..

غبار الأيام..


كل منا تصادفه في حياته مواقف 
جميلة أو حزينة.. 
مزعجة أو مفرحة..
كل منا يصادف في حياته أشخاصاً.. 
مختلفين .. 
ربما يحفرون بصماتهم على لحظة من عمرنا 
تَخْلُد بوجودنا في الحياة.. لحبنا فيهم..
أو قد يمرون في حياتنا مروراً..
ليس بمرور كرام.. 
محاولين ترك بصمة.. 
لكن عبثاً..
لا بصمة و لا طوابع..!!!
إنما نكتة سوداء واهية ..

أريد أن أطلق اسماً على أيام خلت.. 
خلتها جميلة..
خُدعت بها..
و خُدعت بالمارين فيها..
بحثت في جعبة أيامي 
عن لقب يلبسها.. 
عن صفة تناسبها و تناسب من مرّ فيها.. 
فلم أجد سوى غباراً يعج منها.. 
مخلفاً العبوس على قسماتي كلما تذكرتها.. 
نعم..
إنها.. بل إنهم غبار الأيام..

أكثر ما يزعجك في حياتك.. 
أن تنتابك ذكرى من غبار الأيام.. 
لتلوّث شريط ذكريات حلوة يمرّ بلطف في مخيلتك.. 
تحاول أن تبتعد عنها.. 
تريد أن تبعدها عن بالك.. 
تخاطبها..
زاجراً تفاصيلها.. 
حتى عناوينها.. 
حتى أبطالها.. :
"انسي يا ذكرى.. 
انسيهم ..
ولا تقتربي ثانية من أساميهم.."

لن أبقيهم في ذاكرتي.. 
ولن أزعج نفسي أكثر من ذلك.. 
فقد قلبتُ صفحاتهم منذ مدة.. 
ولا أنوي أن أرجع إلى الوراء.. 
ولا حتى أن أنظر بعين ذاكرتي.. 
فذكراهم تزعجني.. 
وتعبث بمزاجي..
سأدع التراب يتراكم على وجوههم.. 
على وجودهم.. 
على صفحاتهم.. 
دون أن أنفضه !!
ولن أدع يداً تمتد إليه لتنفضه.. 
حتى تندرس وتهترئ تلك الذكرى
من قاموس حياتي..

قد يستغرب البعض حديثي.. 
قد يشتم رائحة الكره والحقد من كلامي..
لم أكن يوماً كذلك.. 
ولم أعرف الكره لحظة في حياتي..
لكن عندما يكيد لك أشخاص ظننتهم يوماً ما مقربين..
يسكنك شعور تجاههم لا تُحسد عليه إطلاقاً ..!! 
شعور بغيض ممتلئ بالكره و بالنفور ..
من أوقات.. 
من أسماء.. 
من أشخاص.. 
لا تمت لهم الانسانية ولا المحبة بصلة..

هم غبار الأيام..
ومحال أن يستقر الغبار كثيراً في مكان..
إنه زائل.. 
في أول مهب للريح..

.
.
مايسة
14/8/2010

الجمعة، 13 أغسطس 2010

مدينة الخمول

في المدينة ...
    ظلت الخطوات تحملني كثيرا .. بين أركانها .. بين الجدران الخشبية والطينية بين الخوص وبين جدران من الرخام وأخرى أسمنتية ..
     مئات المرات أعبر وكأن العبور من نفس النقطة .. نقطة اللقاء الأول .. يلفها ذلك الظلام البتول .. الذي لم يمسه من قبل نور .. الكل عاري ولا يعلم .. أن الجدران تتشكل من الرموز .. من أسماء المدقات .. وأخشاب الأبواب والأقفال ..
     كلهم يتسترون وراء زيف الجدران .. كلهم يمسه ذلك الصمم والبكم والإعياء في العيون .. ينظرون من خلف جدرانهم أو من فوق أعشاش من القش فوق أسطح بالية من مطر الزمان .. ينظرون في المدى للسماء .. ينتظرون ودها الذي لم يأت لهم بعد .. ودا بلا عمل .. أجر بلا خصوبة .. رحمة بلا ائتلاف ..
      طالت الخطوات بحثاً .. عن قبس نور .. عن وميض أمل .. عن لمحة لحياة في تلك القلوب .. بلا جدوى ..
     ملت الترحال خطواتي .. واتكأت بجوار جدار .. أنتظر .. يلفني الصمت والفكر .. يغير مداركي .. إنها المرة الأولى .. الحدث الغريب .. ليس لي رغبة في الجدال .. ليس لي رغبة في النزال .. حالة من الزهد اجترتني وسط تلك الجدران الصماء ..
كيف يمكن لي الحديث مع جدران .. ؟؟؟ مع أشباه من أشباح ... ؟؟؟
     مللت التفكير .. والفكر .. والحقيقة .. والبحث ...!!!!
فكلماتي أسمع صداها .. وفكري يقتل فكري .. والمدينة ما زالت عيناها للسماء بلا هدف ... غارقة في أحلام المساء تنتظر النور ...
      فهل يأت صباح ... ؟؟؟؟؟ وتجوب تلك الأرض شموس .... ؟؟؟؟؟
      شيخ جلل على أعتاب الحروف يتوقف .. ينظر .. لا أعرف إن كان يراها أم هو من نفس المدينة .. يشرب من نفس النبع الفاسد للاستكانة ... بلا وعي منه يتقدم نحو الجدار الأصم المتكئ عليه ... ويهمس له بأن هناك من يدون في خزانته حجيتي .. هناك من يسمع ولكنه لا يستطيع أن يمسك القلم .. لا يستطيع أن يرمز الكلمات .. لا يستطيع أن يتلوها من خلفي .. مازال في خوفه قابعاً بجوار خزانته القديمة .. يملئها بأساطير وكتب وحكايات .. بفرسان مروا من هنا وخيول صهلت هناك .. بمعارك احتدم أجيجها .. ومشى ......!!!!
       تابعت الشيخ بعيني ... ووجدت نفسي خلف خطواته أتبعها .. وكأن الضوء الذي لاح في خطوه ... هو الضوء الأول ...
       رمادا متناثر وبقايا من شظايا شاردة ... على تراب تلك المدينة ... خطواتي متعبة ... ووقفت أنظر للسماء ...
هل تلك المدينة صدفة أخرى ... للخمول ... ؟؟؟ ومساحة أخرى بلا أشجار ... ؟؟؟ لما أراها زاهرة إلا بالجدران ... ؟؟؟

الخميس، 12 أغسطس 2010

مناجاة..


وقفنا يارحمن عند أبواب السماء مرتجين
رحمتك و مغفرتك.. ولظل عرشك مبتغين

 

يا وهاباً إنّا لعطاياك و جودك متعطشين
نشكرك ونحمدك..ومن كرمك مستزيدين

كم جلسنا في صمت الليالي لك مبتهلين
أن تغمرنا وتنظرنا برضىً.. له متلهفين

لَكَم وقفنا من ساعاتٍ بين يديك مشتكين
من ذنوبٍ.. أضنت القلوب وعلت الجبين

نذرف الدمع دماً و يحفر أخاديداً نادمين
على ماقصرنا في حق ربوبيتك مذعنين

يا ذا الجلال إنّا لنداء رحمتك مسرعين
في درة الشهور،رمضان،أيا كنز السنين

نرجو القبول في كنفك يا ربنا..رب العالمين
ندعوك صدقاً أن نكون من عبادك المقربين
.
.
مايسة
12/8/2010

مأدبة رمضانية


تأتينا كل عام.. 
بهيئةٍ بهية..
ترتدي أثواب الرحمة 
في وجهك نتحرى المغفرة
وفي أعتابك نرتجي عتقاً من النار..
تطرق أبواب القلوب
قلوب البشر..
التي أرهقتها الآثام..
لا فرق عندك بين مذنب و مؤمن..
إلا في كثرة الزاد..
زاداً تهبه دون مقابل..
لتأخذ مكانه عملاً.. يكون للبشر ذخراً
في وقتِ الحق..

رمضان الرحمة..
هاقد هلت بشائرك
وهاقد هل هلالك..
بشراك بقلوب أتعبها كثرة التجوال بحثاً عنك..
بشراكِ أيتها القلوب الظمأى للارتواء..
قلوب جائعة .. تريد زاداً يكفيها ولن يكفيها
ترجو رحمة تتحراها في كل الأوقات.. وفي أحلك الأوقات
ترجو غفراناً من الرحمن.. 
لأعباء آثام تعبت أكتافها من ثقل الحِمْل..
ترجو في النهاية.. عتق ..
عتق أبدي من سعير الدنيا..
وفوزاً في الآخرة..

تجول في قلوبنا رمضان..
زد في قلوبنا حبك.. 
فنحن فعلاً نحب قربك...
.
. 
مايسة

غطرسة دقات الساعة ...

        ودقة الساعة معلنة انتهاء يوم وبداية لأخر .. يوم جديد آخر مع انتصاف الليل ، يبدأ بنجومه المتناثرة المتلألئة على سماء ضبابية الهمس ، سكن قمرها وسكنت رياحها وضاع الهمس و رفض أن يحرك تلك الخصلات الساحرة المتوقفة على بعد خطوات ...

       عندما طل هذا القمر العاشق الذي يتربع بين كويكبات السماء وكواكبها ، ليرتدى عباءة الملكية على عرش النجوم والمجرات السماوية ، لينسل خيوطاً من نور وألق ، يتخذ ظلام الليل وشاحاً من الغطرسة ، لتفزع القلوب وتسكن في نوره ، معلنة انه الأقوى ...
       وما إلا ساعات كبضع دقائق ، ويسطع كنقطة بيضاء يحرقها قرص الشمس وهو يتدحرج لها بلهيبها ويحجب عن العيون .. وكأنه لم يكن .. كان قمراً وأضحى لا شيء .. نقطة لا تزال تقتنص الفرصة لتكرر ما حدث في منتصف الليل ... وهو مازال لم يتنازل عن غطرسته يوما بعد ...
       وظلت عقارب الساعة في دورانها تمر فوق ألياف من أطياف ... كلها تأن بالحسرة ، أطياف لأيام وأسابيع وسنون حزينة ضاحكة ... تبتسم الساعة وتبكى الأخرى وتمرض وتذبل أغصان الحياة ، حتى رحيقها يرفضه الطير والفراش .. يرفض التذوق منها أو الاقتراب أو الولوج بين أوراقها الذابلة ... ويقف القمر بغطرسته يبكي نوره وهلاله الغير المكتمل ويؤكد أن بدره أغمضت عينيه الرياح .. وفراشته لم تضع شرنقة ، لتحلق تحت ضوءه الخامل حتى الاكتمال .. والدقات ما زالت على وترتها تأن ضاحكة .. تأن مريضة .. تأن في الزوال ..
       وتلك الخصلات المدلاة واقفة لا تجتريها ريح ولا يعبث بها مطر .. وكأن الوجود يأبى أن يقترب منها حقيقة كانت أو خيال .. تنتظر فارسها .. أم تنتظر المحال .. وسط أسطورة من الجمال .. تسكن ويسكن معها الصدى .. ويتوقف الكون في حداد حول لؤلؤها المنثور يبحث الملثم القادم على ظهر جواده الأبيض ليغير الصمت .. ليطلق البوق .. ليطير بين النجوم .. لتلفح به وتسابق طيور الجنة في المدى ..
فهل أتى الفارس .....؟؟؟
وأزهرت الحدائق بالغناء ... ؟؟؟؟ وتغيرت المرايا العتيقة في البهو الخالي ... ؟؟؟
هل رحلت النظرة الحزينة ... ؟؟؟؟ وهبت ولو نسمات عليلة ... ؟؟؟؟ على صدر الخصلات .... ؟؟؟؟
مئات الآلاف بلا إجابة .. ونحن مازلنا ..
الساعة و دقاتها .. والقمر .. و الرياح .. وتلك الفراشات .. بل قولوا نحن الغطرسة نفسها ...

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

اطروحة شجرة الغلام

من لا يحب الشجر ..؟؟

من لا يعرف قصصها وحكاياتها وآدابها ..
التوتة .. شجرتي الجميلة على حافة قصري في قريتي الصغيرة ( البرامون ) ..
.......... شاطئ لقمر آمون الساهر في خلوته السماوية ..

صغيرا قصصي كانت مع التوتة تملئني بالابتسام .. لم أقصها قبلا .. لم أنثرها على أوراق أو أدون جمال ثمرتها المركبة ، وكيفية انفصال أزهار التوت ذكور وإناث وكأن الحرمليك والسلامليك هو ما أوحى به على أوراق التوت يوم الخلق ، هو الثابت منذ بدء الخليقة ، هو الرداء الأول .. وهي العباءة ..

مازال هذا القصر شامخ تملؤه شروخ الزمان على شاطئ النهر الخالد ، يحكي آلاف القصص ، ويُحكى عنه المئات ، هنا تم استقبال ملكي ، وهنا فرزت ثورة ، هنا حماقات طفولة وضحكات ، هنا عنفوان الشباب انطلق يبني يعمر أو يدمر ، هنا كان الشيخ يؤم البيت ، وهنا سُكبت الكؤوس ، وبقايا لقبور قديمة بطرازها الإيطالي ، حزينة تُنصت .. و كروم من العنب ممتد بفروعه على عريشة الزمن يحكي أسرار ظلها سنينه الممتدة ، كجواهر ثمينة يأبى لأحد أن يتذوق مائها ..

طالما اعتليت شجرة التوتة وأطلقت عيني من فوق دوحتها المترامية ، من بين غصونها على النهر ، أطلقتها للمدى للنور للحلم ، وكم أغمضتها في سماء التطلع لتأخذ العقل إلى جنون صامت ، بين طيور الشمس ، وصدى لبقايا من ودق .. دائماً تأكلني حبات التوت صيفاً ، وانتظر مطر الخريف الأول ليغسل ثوب الأرض من ظلم أقدامنا ، ليأتي الشتاء يضع مائه .. مع بذوره .. و ينتظر الربيع ..
فهل أتى ربيعاً .. ؟؟؟؟؟؟


وهناك على أعتاب القرية ..
رأيتُ الأشباح يقفون ، يتنمرون بالمدينة ، وبأهل المدينة ، كانوا يعلمون مقدرتهم في المعارك إن احتدم سليل السيوف ، كان غرورهم حالم حاقد شارد يختبئ خلف سيوف الغرور ، وقابلنا غرورهم بنفس الغرور ولم نخفيه أو ربما لم نخفي ( وتر آخيل ) وهو لم يعمد ، .. وربما هو الخجلٌ من الهزيمة .. ومحاولة إخفائها عن كل أحد .. حياة ترحل لتتجدد وخلفها الموت يعلن البداية والنهاية وغرورنا مازال يقظاً يفرقنا ويقتلنا معلناً في كل مرة أنه الأقوى .. منذ القدم ، و تتهافت علينا نماريد من كل صوب وحدب ؛ نحن من صنعناهم و أسكناهم قلاع غرورنا  .. ونحن من بث رسائل الغرور بسيف من دم و حقد وظلم ؛ قتلنا الحبيب والقريب والغريب  بسيف غرورنا قبل غرورهم ومازلنا نصرخ ونتساءل ؛ من أين جاء أولئك بكل هذا الغرور ؟؟؟
ونسينا على أعتاب غرورنا أننا كنا سبباً وما زلنا ..


وخلف كل هذا لم يروا الغلام ، لم يهابوا خيله الأبيض المرابط بجوار التوتة ، لم يعرفوا أن ( تورا ) رصف بالحجارة حتى لا يَغيض مائه ، لم يُروا ( الروضة ) وقد ُظللت بالشجرة العظيمة و كانت محجوبة عنهم خلف الجدار الأصمّ .. ؟؟؟؟
وأن مَن يأتي بقلُوعه ، فيمدّها على الرصيف هنا ، وعلى أرض البستان هناك، ويصعد ليهز وليَدق الشجرة ، يكون تساقُط ولـم لحبات صغيرة ، ليأكل الناس من التوت هنيئاً .. ؟؟؟؟
وتبقى هي ........
جعلوا من شجرة التوت ..
شجرة فرصاد ، وحولوا غديرها الفرات إلى نهر من دماء بريئة ..
ولكني على الرغم .... كلما ابتعدت ينتابني ويسكنني الحنينُ إلى الزرع، وإلى الزهر، وإلى الاستماع إلى تغريد العصافير والإنصات إلى حفيف الأغصان يُحرّكها الهواء ..
ورواية السطح الأملس لشجرة الغلام .......

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

أطروحة زمن الهروب ..

تآلفت في الآونة الأخيرة مع مداً من الأسئلة المطروحة على شواطئ نفسي ..

أسئلة مشروعة و غير مشروعة عن شيء وكل شيء ولا شيء .. بلا أجوبة ..
وُجدت بين .. ليما .. ؟؟ وكيف ..؟؟ ولماذا ..؟؟ وعلل ..؟؟
و كانت المشكلة في الفقر الذي اعتراني لإيجاد بناء فلسفي قد أكون دعمته بثوابت واضحة في الحياة ..
فكلما نضدت فكرة .. تهب رياح الكون بتناقضاتها العجيبة و تزر كل ما بنيته ..
وتسكن الأيام .. وتسكن معها الأعوام ...
وكأن قناعاتي لم تكتمل .. وكأن فكرتي تكاد تخشى الضوء من شدته أو خفوته ..
فهي تتوجس خيفة من أن يبصرها أحد أو أن تبصر هي أحد .. قرار بالعزلة الفكرية قامت باتخاذه وباعدت بينها وبين القضية ..
ثم تتمرد على النفس كل الموروثات لفهم حقيقة هذا الصراع المستعر بين الوجود و اللاوجود .. بين الطرح والامتناع .. وبين القبول والرفض .. وبين من نصبوا أنفسهم أوصياء على العقل وبين مدعين الفكر والجدال و بين هؤلاء الذين لا يكادون يبصرون موطأ أقدامهم ويتشدقون بحوار العقول واللغط و السفسطة به في هوة سحيقة من العقم ..


فالكل ينادي بالعقلانية والاتزان والحوار مع الآخر .. ثم قمع الآخر ..
الكل يعرف ما يعرف وما لا يعرف متحزباً بالقدسية ..
فقئت تلك الأعين .. التي لا ترى إلا نفسها .. وتغيب في اللاوعي و الفصام في الشخصية والفكر .. لتجعل منا إعصار يتحرك في صمت بين المكنون والدفينات يمنعه الانفجار .. شهادة الحق وإتباع الصراط ..

وأعود للوجود و اللاوجود .. فاترك المنبر لأنصاف العقول ، وأنزوي في ركن بعيد أتشتت بين الملاحم والتراث والمعاجم والكتب ، وهرطقيات ابن رشد وراسيل وغوتيه ولالاند أو سقراط وأفلاطون .. ولا أقوى على سلسلة الأفكار ..
وأجد نفسي وسط دوامات لا أبصر محيطها الذي يطوقني ولا تلك العباءة المخصّرة .. ما بين الآهات الراقصة في القصيدة ، وبين إدعاءات التقوى و فرزنات الفكر في دواليب جليدية على نغم الاعتناق الغربي أو الشرقي سيان ..
وأنتقل بها للقتيل والقاتل والسبب .. واللعنة القهابيلية .. وحكايات القربان .. لإرضاء الآلهة وهي تدغدغ النفوس المتيمة بشرب الدماء .. حارة .. لتوقد شفاههم بالشهوة الزائفة بلا حدود يكونوا جلادين باسم سيف الإنسانية والملطخ بآثامهم ، وقصصهم الملعونة ، وسط مستنقعاتهم التي نبتت فيها الأفاعي واستحالت مثل نخيل يسابق عنان السماء ، تتحدث عن الحق وتبث السم بطعم العلقم ، و تعفر بالسواد صفحة الإنسانية ، وتثقل أحمالها في طوفان لزج من الدماء .. تاريخها مازال عبر العصور سراب وأكاذيب باطلة .. يترنح في ظلمة وثمالة .. وتوصد أبوابهم على قلوب مشوهة ..
تناست الرحمة ، وتقلدت سفن الحقد والأنانية وتقف ضاحكة فرحة تصفق لرائحة الغدر المنتشر ، وتتفتق المشكلة بالغرقى حول سفنهم عاجزين عن الكلام يتجرعون من كأس سقيم بالألم ..
لمشكلة السلام .. وكم من الطيور هاجرت ترتعش السماء خائفة من خائنة مصاصين الدماء ، يحملون مفاتيح للجنة ،،،،،،
تاركين ورائهم أقفال من الصمت ، وأقفال من الحزن ، وأقفال للنار ...
طيور يتيمة مهاجرة غريبة لا تتعدى عمر الزهر .. رغما عنها وهي ترتدي قبيح الثياب ، صنع من الحديد والنار ، بلون الحقد الأسود ، وخلف العتمة مازال هناك الغراب على قمة برجه وسط الدخان يهلل مرتديا قناع البراءة ، ناسك في محرابه وعظام الضحية تحت رحاته تتمزق وتطحن ..
ظلماً وعدواناً في زمن الهروب ..

سبحانك ربي استغفرك وأتوب إليك

حكمة وفلسفة من نور القرآن ....

أنار الله الأرض بالاسلام وأعز المسلمين بكتابه القرآن وجعل الأحاديث النبوية هي الحكمة المنطوقة على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكتمل المنهج وتكتمل الأحكام ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  )..
إن الحكمة من الكتاب والسنة وعدم التجزئة بينهم بل والتعامل مع الأحاديث النبوية والقرآن معاً هو لزاماً على كافة المسلمين باتباعهما معا ..
 " ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة " " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة  " " لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويعلمهمم الكتاب والحكمة " " وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " وبعد أن ذكرنا الآيات القرآنية التي تجمع الكتاب والحكمة قفز إلى عقلنا سؤال كبقية البشر من خلق الله الذين يقرؤون القرآن ويمرون مرور الكرام بدون تدبر ، فتلونا كتاب الله ومن الله علينا بفضله في تدبر آياته ومنها قوله تعالي" .. وماأنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به  " إن الكتاب والسنة والحكمة شيء واحد لقوله ( يعظكم به) ولو كان هناك مصدرين لقال تعالى ( يعظكم بهما) " ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة" ..
وكانت هذه الآية قد سبقتها وصايا قرآنية جميلة منها البر بالوالدين والإحسان إليهما ، خاصة عند الكبر وتذكرهما بالمعروف كما ربيانا صغاراً، وإيتاء ذا القربى حقه ، وانظر إلى حكمة الله تعالى في كلمة (حقه) أى أن لذي القربى والمساكين وابن السبيل عندك حق واجب إعطاؤه إياهم ، ولا تقبض يدك في الإنفاق ولا تبسطها ، ولا تقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ، ولا تقرب مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن ولا تقف ما ليس لك به علم . ثم عقب الله تعالى بالآية الكريمة " ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة .."
وعلى ذلك فإن الكتاب والسنة هما مصدر واحد تطابقا ليكملا لنا المنهاج ..

حكمة اليوم الأول من رمضان
﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم﴾


يحكم الإنسان على الأشخاص والأحداث التي تمر عليه بحكم معين، إما بالإيجاب، أو بالسلب، وهو في ذلك ينطلق من إحدى حالتين: إما بالعلم، أي أن عنده من الأدلة والشواهد ما يثبت به رأيه. وإما بالظن، أي أنه يبني حكمه على التخيلات، والاحتمالات والتي قد تكون صحيحة أوغير صحيحة.


حكمة اليوم الثاني من رمضان


يقول تعالى: ﴿ولاتقف ماليس لك به علم﴾
الأصل في الإنسان العاقل أن يبني أحكامه ومواقفه على العلم كما  حينما تريد أن تحكم على شخص معين، أو أمر ما، فعليك التأكد والتثبت من صحة الأدلة والبراهين، القاضي مثلاً لا يصدر حكماً إلا إذا توفرت له الأدلة والبراهين التي يدّعم بها حكمه. والعالم الفقيه لا يعطي فتواه إلا بعد مراجعة الأدلة التي يحتاجها لاستنباط الحكم الفقهي للمسألة. وهذا يعطينا منهجية واضحة بيّنة لما ينبغي أن يمارسه الإنسان المسلم في كل تفاصيل وجزئيات حياته عندما يريد أن يحكم على شيء معين. فالأحكام ينبغي أن تبنى على أسس ..

حكمة اليوم الثالث من رمضان 

من علامات قوة الإيمان، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[الشورى:43]، وقال تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ[النحل:126]، وقال تعالى: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً[المزمل:10].
ان الله ليجرب احدكم بالبلاء وهو اعلم به كما يجرب احدكم ذهبه بالنار .. فمنهم من يخرج كالذهب الابريز فذلك الذى نجاه الله من السيئات .. ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك الذى يشك بعض الشك .. ومنهم من يخرج كالذهب الاسود فذلك الذى قد افتتن ..

الاثنين، 9 أغسطس 2010

إليــــك..


إليك..
إليك كل الدروب أمشيها..
لست متعثرة..
و لست خائفة..
رغم ظلمة الليل..
وعويل الذئاب..
أحتمي بظلك
ليس ضعفاً
بل حباً .. بل إنه قرباً

سأصل..
في يومٍ ما سأصل.. إليك
لأنني ببساطة..
كنتُ قد وصلت قبل أن أصل..
وصلتُ إلى بوابة قلبك..
ودون أن أطرق .. أو أنقر..
كنتَ قد سمعتَ خطوات أقدامي..
سمعتَ همسي ينادي اسمك..
شرّعت لي أبوابك كلها
أبواب قلبك المليء بي..
ضلوع صدرك التي أسكنتني بها قبل أن أراك..

أحب وجودك في حياتي..
أحب أن أشعر وقع نبضك في أيامي..
أيامي؟؟!!...
أنت..
أنتَ أيامي..
أنتَ من تحلّي أيامي و الثواني..
بـ صمتك و كلامك .. 
تشعرني بأنني مليكة زماني..

يامن تعيش في وجداني..
إليك..
إليك هنا أنثر كلامي..
إليك فقط .. سأسخّر أقلامي..
إليك ولعينيك.. 
أعمل كل ما كان بإمكاني !!!
وأقدمه على ذهب خالصٍ من الأطباقِ
بسكوتٍ .. بصمتٍ .. بإطباقٍ في الشفاهِ ..
.
.
مايسة
10/8/2010

الأحد، 8 أغسطس 2010

رشفات قهوتك و قهوتي

صباحك..
نسمة ربيع
فتية.. رقيقة.. نقية.. عليلة
بجمع منها كل ألوان الزهر و رياحينه
بتحمل لي عبير الأيام و عطره
بترسمني فراشة على خدود الورد بتهدّي
بتنهل رحيقه.. و  شوقي لقلبه بتودّي

بستغرق بصباحك.. مع رشفات قهوتي
وصوتك كناري بيطرب أداني
نورك فجر يطلع و يبربش عيوني
بيبهرني... 
وبيرسلي شعاع الشمس
ياخد بإيدي ولقلبك بيحملني

خدني يا نسيم الصبح
لعنده وصّلني..
 بوقف على باب جنته
وبيسحبني..
لاكتبله.. 

صباحك متل العسل
بيحلي يومي.. دنيتي و قهوتي

صباحك ندى.. بيغسل جروحي
 بينقيها و بيسكن روحي

صباحك ..
 صفا عمري و راحتي

يسعد صباحك مع أول 
رشفات قهوتك..
و قهوتي..

.
.
مايسة

---------------------


اعتراف


مـــــــا زلت ..
أخشاك ..
وأنهل ..
من مـــائك ..
في أروقتي المظلمة ..

وأنفي نفسي ..
حدود ..
جســــــــدك ..
في الغيب ..

فأنت ترياقٌ ..
وألمي ..
المــــــعتل ..

ما زال جــسدي ..
يعتصر ..
جـــسدي ..

طرقٌ على الباب ..
هل أدخل ...؟؟

......


أخ في الله
محمد الشهاوي


------------------------------------




ارتشفت قهوتي ..
و قلبت فنجاني..
وانتظرت..
ريثما ترسم لي خطوط القهوة..
دروبي
دروبي إليك واضحة المعالم..
طرق واسعة.. ليس فيها أزقة..
نوافذ مشرعة.. لم أسدل عليها ستائر..
طيور تفرد أجنحتها.. لا تختبئ بين أغصان الأشجار..
وإن نظرت..
تمعنت أكثر في فنجاني..
ستجد همهمات..
وشايات..
محادثات خفية..
لبشر.. (وأشك بأنهم بشر)
انظر معي..
قد استدارت رؤوسهم ..
في الظلمة..
يتناقلون أخبارنا..
وهل في الدنيا غيرنا؟؟؟؟!!!!!

نحن شمس جلية.. مشرقة للعيان
لا نخاف..
و لا نتكلم في الظلمة..
لا نغرز المسامير في أطراف الحقيقة
نكتب.. نحب.. نركض.. نعدو..
نحلق.. نسافر.. نلتقي.. نسلّم..
.... ..... ....
وهل في الدنيا غيرنا؟؟؟؟؟!!!!


لم و لن ولا أخشاك..
وإن تطرق..
فإنه من أدب الدخول..
قد دخلت قبلاً !!
و ما طرقك هذا إلا ..
نحنحة.. Wink
.
.
مايسة

----------------------


فنجان قهوة ممزوجٌ بالرقة..

تداعب سطحه نسمات الليل

اللاسعة تارة.. والدافئة تارة

ما أحلاها من نسمات عليلة

تنساب إلي من وراء الستارة

ملاطفة لسهرتي.. مع القمر

ترحل أفكاري لأيام ..

أشتم رحيقها من على بعد أميال

لا بل أمتار قليلة..

عبق ياسمينها رقيق على أفكاري

رفيق مؤنس لأحلامي..

أزرار ورود نبتت ..

بأشكال جميلة تكونت..

على دروبٍ متلاحقة أمامي

تجلت في مخيلتي

و على جدران فنجاني

تكلّمت..

أمل مرسوم بخطوط براقة

مرصع بزمرد.. على مسافاته

ومسافاته تقترب.. لتختصر الطريق

إلى قلبي..

.
.
مايسة


---------------------------


قهوتي في ليلةٍ مقمرة..
بطعم العشق...
أحتسيها رشفة رشفة..
من ثغر فنجاني..
ألثم طعم البن ..
فيثملني مراره..

تتهافت على مسامعي..
كلماته..
و بصوته
ترتوي تعرجات أذني..
تلجُ لفكري..
وأغمض عينيّ..
أعيش بها..
فلا يقع ناظري على ما يشتتها..
أسافر إليه بخيالي..
هناك..
بعيداً.. قريباً..
أجلس في عرينه..
أسحر بنظرة عينيه..
أعشق ابتسامته في وسط كلامه..
أتوه في التفاتاته..
عندما تعود لتستقر على محياي..

يا لسكرة فنجان قهوتك..
أشربه من بين كلماتك..
و أغوص في قعره..
كي ألملم ما تبقى في ليلتي هذه..
تعزفها لي قيثارة حبك..
ترتلها لي أوتارك..
و أشدو أنا على أنغامك.. دقات قلبك..

يامن احتسيت فنجانه..
قد عشقت نكهة قهوتي
بطعم حروفك !!!
.
.
مايسة