بسم الله الرحمن الرحيم
أطروحة
تألفت في الآونة الأخيرة مع مداً من الأسئلة المطروحة على شواطئ نفسي ..
أسئلة مشروعة و غير مشروعة عن شيء وكل شيء ولا شيء .. بلا أجوبة ..
وُجدت بين .. ليما .. ؟؟ وكيف ..؟؟ ولماذا ..؟؟ وعلل ..؟؟
و كانت المشكلة في الفقر الذي اعتراني لإيجاد بناء فلسفي قد أكون دعمته بثوابت واضحة في الحياة ..
فكلما نضدت فكرة .. تهب رياح الكون بتناقضاتها العجيبة و تزر كل ما بنيته ..
وتسكن الأيام .. وتسكن معها الأعوام ...
وكأن قناعاتي لم تكتمل .. وكأن فكرتي تكاد تخشى الضوء من شدته أو خفوته ..
فهي تتوجس خيفة من أن يبصرها أحد أو أن تبصر هي أحد .. قرار بالعزلة الفكرية قامت باتخاذه وباعدت بينها وبين القضية ..
ثم تتمرد على النفس كل الموروثات لفهم حقيقة هذا الصراع المستعر بين الوجود و اللاوجود .. بين الطرح والامتناع .. وبين القبول والرفض .. وبين من نصبوا أنفسهم أوصياء على العقل وبين مدعين الفكر والجدال و بين هؤلاء الذين لا يكادون يبصرون موطأ أقدامهم ويتشدقون بحوار العقول واللغط و السفسطة به في هوة سحيقة من العقم ..
فالكل ينادي بالعقلانية والاتزان والحوار مع الآخر .. ثم قمع الآخر ..
الكل يعرف ما يعرف وما لا يعرف متحزباً بالقدسية ..
فقئت تلك الأعين .. التي لا ترى إلا نفسها .. وتغيب في اللاوعي و الفصام في الشخصية والفكر .. لتجعل منا إعصار يتحرك في صمت بين المكنون والدفينات يمنعه الانفجار .. شهادة الحق وإتباع الصراط ..
وأعود للوجود و اللاوجود .. فاترك المنبر لأنصاف العقول ، وأنزوي في ركن بعيد أتشتت بين الملاحم والتراث والمعاجم والكتب ، وهرطقيات ابن رشد وراسيل وغوتيه ولالاند أو سقراط وأفلاطون .. ولا أقوى على سلسلة الأفكار ..
وأجد نفسي وسط دوامات لا أبصر محيطها الذي يطوقني ولا تلك العباءة المخصّرة .. ما بين الآهات الراقصة في القصيدة ، وبين إدعاءات التقوى و فرزنات الفكر في دواليب جليدية على نغم الاعتناق الغربي أو الشرقي سيان ..
وأنتقل بها للقتيل والقاتل والسبب .. واللعنة القهابيلية .. وحكايات القربان .. لإرضاء الآلهة وهي تدغدغ النفوس المتيمة بشرب الدماء .. حارة .. لتوقد شفاههم بالشهوة الزائفة بلا حدود يكونوا جلادين باسم سيف الإنسانية والملطخ بآثامهم ، وقصصهم الملعونة ، وسط مستنقعاتهم التي نبتت فيها الأفاعي واستحالت مثل نخيل يسابق عنان السماء ، تتحدث عن الحق وتبث السم بطعم العلقم ، تسود صفحة الإنسانية ، وتثقل أحمالها في طوفان لزج من الدماء .. تاريخها مازال عبر العصور سراب وأكاذيب باطلة .. يترنح في ظلمة وثمالة .. وتوصد أبوابهم على قلوب مشوهة ..
تناست الرحمة ، وتقلدت سفن الحقد والأنانية وتقف ضاحكة فرحة تصفق لرائحة الغدر المنتشر ، وتتفتق المشكلة بالغرقى حول سفنهم عاجزين عن الكلام يتجرعون من كأس سقيم بالألم ..
لمشكلة السلام .. وكم من الطيور هاجرت ترتعش السماء خائفة من خائنة مصاصين الدماء ، يحملون مفاتيح للجنة ،،،،،،
تاركين ورائهم أقفال من الصمت ، وأقفال من الحزن ، وأقفال للنار ...
طيور يتيمة مهاجرة غريبة لا تتعدى عمر الزهر .. رغما عنها وهي ترتدي قبيح الثياب ، صنع من الحديد والنار ، بلون الحقد الأسود ، وخلف العتمة مازال هناك الغراب على قمة برجه وسط الدخان يهلل مرتديا قناع البراءة ، ناسك في محرابه وعظام الضحية تحت رحاته تتمزق وتطحن ..
ظلماً وعدواناً في زمن الهروب ..
سبحانك ربي استغفرك وأتوب إليك