من لا يحب الشجر ..؟؟
من لا يعرف قصصها وحكاياتها وآدابها ..
التوتة .. شجرتي الجميلة على حافة قصري في قريتي الصغيرة ( البرامون ) ..
.......... شاطئ لقمر آمون الساهر في خلوته السماوية ..
صغيرا قصصي كانت مع التوتة تملئني بالابتسام .. لم أقصها قبلا .. لم أنثرها على أوراق أو أدون جمال ثمرتها المركبة ، وكيفية انفصال أزهار التوت ذكور وإناث وكأن الحرمليك والسلامليك هو ما أوحى به على أوراق التوت يوم الخلق ، هو الثابت منذ بدء الخليقة ، هو الرداء الأول .. وهي العباءة ..
مازال هذا القصر شامخ تملؤه شروخ الزمان على شاطئ النهر الخالد ، يحكي آلاف القصص ، ويُحكى عنه المئات ، هنا تم استقبال ملكي ، وهنا فرزت ثورة ، هنا حماقات طفولة وضحكات ، هنا عنفوان الشباب انطلق يبني يعمر أو يدمر ، هنا كان الشيخ يؤم البيت ، وهنا سُكبت الكؤوس ، وبقايا لقبور قديمة بطرازها الإيطالي ، حزينة تُنصت .. و كروم من العنب ممتد بفروعه على عريشة الزمن يحكي أسرار ظلها سنينه الممتدة ، كجواهر ثمينة يأبى لأحد أن يتذوق مائها ..
طالما اعتليت شجرة التوتة وأطلقت عيني من فوق دوحتها المترامية ، من بين غصونها على النهر ، أطلقتها للمدى للنور للحلم ، وكم أغمضتها في سماء التطلع لتأخذ العقل إلى جنون صامت ، بين طيور الشمس ، وصدى لبقايا من ودق .. دائماً تأكلني حبات التوت صيفاً ، وانتظر مطر الخريف الأول ليغسل ثوب الأرض من ظلم أقدامنا ، ليأتي الشتاء يضع مائه .. مع بذوره .. و ينتظر الربيع ..
فهل أتى ربيعاً .. ؟؟؟؟؟؟
وهناك على أعتاب القرية ..
رأيتُ الأشباح يقفون ، يتنمرون بالمدينة ، وبأهل المدينة ، كانوا يعلمون مقدرتهم في المعارك إن احتدم سليل السيوف ، كان غرورهم حالم حاقد شارد يختبئ خلف سيوف الغرور ، وقابلنا غرورهم بنفس الغرور ولم نخفيه أو ربما لم نخفي ( وتر آخيل ) وهو لم يعمد ، .. وربما هو الخجلٌ من الهزيمة .. ومحاولة إخفائها عن كل أحد .. حياة ترحل لتتجدد وخلفها الموت يعلن البداية والنهاية وغرورنا مازال يقظاً يفرقنا ويقتلنا معلناً في كل مرة أنه الأقوى .. منذ القدم ، و تتهافت علينا نماريد من كل صوب وحدب ؛ نحن من صنعناهم و أسكناهم قلاع غرورنا .. ونحن من بث رسائل الغرور بسيف من دم و حقد وظلم ؛ قتلنا الحبيب والقريب والغريب بسيف غرورنا قبل غرورهم ومازلنا نصرخ ونتساءل ؛ من أين جاء أولئك بكل هذا الغرور ؟؟؟
ونسينا على أعتاب غرورنا أننا كنا سبباً وما زلنا ..
وخلف كل هذا لم يروا الغلام ، لم يهابوا خيله الأبيض المرابط بجوار التوتة ، لم يعرفوا أن ( تورا ) رصف بالحجارة حتى لا يَغيض مائه ، لم يُروا ( الروضة ) وقد ُظللت بالشجرة العظيمة و كانت محجوبة عنهم خلف الجدار الأصمّ .. ؟؟؟؟
وأن مَن يأتي بقلُوعه ، فيمدّها على الرصيف هنا ، وعلى أرض البستان هناك، ويصعد ليهز وليَدق الشجرة ، يكون تساقُط ولـم لحبات صغيرة ، ليأكل الناس من التوت هنيئاً .. ؟؟؟؟
وتبقى هي ........
جعلوا من شجرة التوت ..
شجرة فرصاد ، وحولوا غديرها الفرات إلى نهر من دماء بريئة ..
ولكني على الرغم .... كلما ابتعدت ينتابني ويسكنني الحنينُ إلى الزرع، وإلى الزهر، وإلى الاستماع إلى تغريد العصافير والإنصات إلى حفيف الأغصان يُحرّكها الهواء ..
ورواية السطح الأملس لشجرة الغلام .......
من لا يعرف قصصها وحكاياتها وآدابها ..
التوتة .. شجرتي الجميلة على حافة قصري في قريتي الصغيرة ( البرامون ) ..
.......... شاطئ لقمر آمون الساهر في خلوته السماوية ..
صغيرا قصصي كانت مع التوتة تملئني بالابتسام .. لم أقصها قبلا .. لم أنثرها على أوراق أو أدون جمال ثمرتها المركبة ، وكيفية انفصال أزهار التوت ذكور وإناث وكأن الحرمليك والسلامليك هو ما أوحى به على أوراق التوت يوم الخلق ، هو الثابت منذ بدء الخليقة ، هو الرداء الأول .. وهي العباءة ..
مازال هذا القصر شامخ تملؤه شروخ الزمان على شاطئ النهر الخالد ، يحكي آلاف القصص ، ويُحكى عنه المئات ، هنا تم استقبال ملكي ، وهنا فرزت ثورة ، هنا حماقات طفولة وضحكات ، هنا عنفوان الشباب انطلق يبني يعمر أو يدمر ، هنا كان الشيخ يؤم البيت ، وهنا سُكبت الكؤوس ، وبقايا لقبور قديمة بطرازها الإيطالي ، حزينة تُنصت .. و كروم من العنب ممتد بفروعه على عريشة الزمن يحكي أسرار ظلها سنينه الممتدة ، كجواهر ثمينة يأبى لأحد أن يتذوق مائها ..
طالما اعتليت شجرة التوتة وأطلقت عيني من فوق دوحتها المترامية ، من بين غصونها على النهر ، أطلقتها للمدى للنور للحلم ، وكم أغمضتها في سماء التطلع لتأخذ العقل إلى جنون صامت ، بين طيور الشمس ، وصدى لبقايا من ودق .. دائماً تأكلني حبات التوت صيفاً ، وانتظر مطر الخريف الأول ليغسل ثوب الأرض من ظلم أقدامنا ، ليأتي الشتاء يضع مائه .. مع بذوره .. و ينتظر الربيع ..
فهل أتى ربيعاً .. ؟؟؟؟؟؟
وهناك على أعتاب القرية ..
رأيتُ الأشباح يقفون ، يتنمرون بالمدينة ، وبأهل المدينة ، كانوا يعلمون مقدرتهم في المعارك إن احتدم سليل السيوف ، كان غرورهم حالم حاقد شارد يختبئ خلف سيوف الغرور ، وقابلنا غرورهم بنفس الغرور ولم نخفيه أو ربما لم نخفي ( وتر آخيل ) وهو لم يعمد ، .. وربما هو الخجلٌ من الهزيمة .. ومحاولة إخفائها عن كل أحد .. حياة ترحل لتتجدد وخلفها الموت يعلن البداية والنهاية وغرورنا مازال يقظاً يفرقنا ويقتلنا معلناً في كل مرة أنه الأقوى .. منذ القدم ، و تتهافت علينا نماريد من كل صوب وحدب ؛ نحن من صنعناهم و أسكناهم قلاع غرورنا .. ونحن من بث رسائل الغرور بسيف من دم و حقد وظلم ؛ قتلنا الحبيب والقريب والغريب بسيف غرورنا قبل غرورهم ومازلنا نصرخ ونتساءل ؛ من أين جاء أولئك بكل هذا الغرور ؟؟؟
ونسينا على أعتاب غرورنا أننا كنا سبباً وما زلنا ..
وخلف كل هذا لم يروا الغلام ، لم يهابوا خيله الأبيض المرابط بجوار التوتة ، لم يعرفوا أن ( تورا ) رصف بالحجارة حتى لا يَغيض مائه ، لم يُروا ( الروضة ) وقد ُظللت بالشجرة العظيمة و كانت محجوبة عنهم خلف الجدار الأصمّ .. ؟؟؟؟
وأن مَن يأتي بقلُوعه ، فيمدّها على الرصيف هنا ، وعلى أرض البستان هناك، ويصعد ليهز وليَدق الشجرة ، يكون تساقُط ولـم لحبات صغيرة ، ليأكل الناس من التوت هنيئاً .. ؟؟؟؟
وتبقى هي ........
جعلوا من شجرة التوت ..
شجرة فرصاد ، وحولوا غديرها الفرات إلى نهر من دماء بريئة ..
ولكني على الرغم .... كلما ابتعدت ينتابني ويسكنني الحنينُ إلى الزرع، وإلى الزهر، وإلى الاستماع إلى تغريد العصافير والإنصات إلى حفيف الأغصان يُحرّكها الهواء ..
ورواية السطح الأملس لشجرة الغلام .......
هناك تعليقان (2):
أخى محمد
اراك طائر
عيناك سمائك
تحلق بفكر نهل
من علوم تاريخية فلسفية
اُحيطت بسياج علوم دينية
فبنيت ايك من فكر هو ذاتك
استمعت كثيرا بشجرةالغلام
رائعة من روائع اطروحاتك
تحياتى
شجرة الغلام
انبثقت من شجرة التوت..
برغم اختلاف المعطيات..
إلا أن الأخيرة حفزت تيار الوعي في الوقوف طويلاً عند محطة الأصول..
ربط الأصول بين الماضي والحاضر.. كان بسؤال...
" فهل أتى ربيعاً..؟؟؟؟؟؟ "
حماقات طفولة وضحكات.. وعنفوان شباب في الماضي.. وحبات التوت..
استحالت جميعها .. لتراها الآن جلية يا عزيزي..
أشباح تقف على أعتاب القرية.. تتنمر بالمدينة و أهل المدينة..
وغروراً في سيوف.. ربما سيوف.. غررت بقدراتهم ليعلو الصراخ بسؤال.. من أين جاء أولئك بكل هذا الغرور ؟؟؟
ربما (كنتم) سبباً في البرامون..
مازال الغلام يهز شجرة التوت بيده هو..
ليُسقطَ حبات التوت حلاوةً ..
و من جعلها فرصاداً .. ليس من صنع الغلام..
انما من صنع أيدٍ التقطت تلك الحبات..
ولم يوافيها طعم النقاء..!!
فحولت غدير الفرات إلى نهر من دماء بريئة..
وليس عجباً ..
أن يسكنك الحنين للزرع.. للزهر..
فأصول الزهر..
نبتة طيبة غرست ..
كبرت ..
شبت..
من أرض طيبة..
سُقيت و رُوت بماء المطر..
في زمن الصفاء..
شجرة الغلام..
بديعة النسج من قلمك..
أأخاطبه أم أخاطب فكرك..؟؟
أم أجمع مخاطباتي لشخصك؟؟
هو قلمي..
إنما يستمد نسجه من بهاء حروفك..
دمت أخي الحبيب
.
.
مايسة
13/8/2010
إرسال تعليق